ليه جسمنا مش بيقدر يقاوم السرطان؟

**1. ليه جسمنا مش بيقدر يقاوم السرطان؟

- الموضوع ده إجابته طويلة جدا، بس ببساطة خلايا جسمنا ليها عمر محدد، زي مثلا كرات الدم الحمراء بتقعد حوالي 120 يوم وتتكسر، الصفائح الدموية بتقعد حوالي 10 أيام وتتكسر، وكل خلية في جسمنا متبرمجة إنها بعد وقت معين وتغيرات معينة بتحصل جواها خلاص بتموت، وبيكون طلع غيرها وهكذا..

لكن في السرطانات أو الأورام الوضع مختلف شوية طب إزاى؟

بص يا سيدي، الفكرة هنا إن مفيش الكنترول اللى الجسم بيتحكم بيه في الخلايا دي، يعني تكتر زي ماهي عايزة، بدل ما الجسم مثلا بيعمل عدد معين من الخلايا وعملية الاحلال والتجديد دي مستمرة، لأ العدد ده كبر جدااااا، وفي نفس الوقت الخلايا دي بتقدر بكذا طريقة إنها تأثر مناعة الجسم عن طريق أجسام بتكونها بتقدر بيها توقف خلايا المناعة عن شغلها، بالبلدي كدة تدوس فرامل جهاز المناعة، فبالتالي الجسم كمان مش بيقدر يقاومها فتقعد الخلايا دي تكبر بشكل مش طبيعي، تتغذى على كل حاجة، وتسد أوعية دموية، تسد مجرى التنفس، تنتشر في كل حتة في الجسم، وتعمل أعراض كتيرة جدا حسب مكانها..

**2. طب ما نلحق من بدري ونعمل "عملية" ونشيل السرطان أو الورم ده؟

- ده تفكير منطقي و صح جدا، في أوقات كتير بنكتشف بدري ويكون لسة الورم في مكان واحد، والعلاج بيبقى جراحة واستئصال للورم، بس في أغلب الأوقات للأسف بنكتشفه في المحطات الأخيرة ويكون انتشر في أكتر من مكان في الجسم، فمش بنبقى عارفين هنشيل إيه ولا إيه، ده غير الحاجات اللى لسة مش شايفينها بعينينا ولا الأجهزة شايفاها، واللى ممكن تكبر بعد ما نعمل كذا عملية، فالعلاج بيكون حاجة تخلي المريض عايش بس!

**3. تاهت ولقيناها طب ما نعمل أدوية تشتغل بشكل Systemic وتوصل عن طريق الدم لكل مكان في الجسم، تقدر تشتغل على الخلايا اللى بتنمو بسرعة دي، وساعتها هنتغلب على اللى شايفينه واللى لسة مش قادرين نشوفه؟

- ده حصل فعلا وأدوية كتير أوي بتشتغل على ال DNA وال Cell cycle بتاعة الخلايا وتوقفها، واللي بيسموها مجازا "الكيماوي"، و طبعا جلسات الإشعاع المتكررة..

دول بيقتلوا الخلايا ويوقفوا نموها، بس للأسف مش بتقدر تميز بين خلايا جسمنا (الطبيعية) وخلايا السرطان، فلها أعراض جانبية كتير جدا، والمريض مش بيتحملها، زي فقدان الوزن، ومشاكل الهضم، وسقوط الشعر، ومشاكل الكبد، والكلى...

**4. طب إيه رأيك لو بدل ما نشتغل على إننا نقتل الخلايا السرطانية بكيماوي وإشعاع، طب ما نشيل رجل الخلايا دي من على دواسة فرامل جهاز المناعة اللى مانعاه يقتلهم ودي اللي اسمها Checkpoint inhibitor therapies، ونسيب جهاز المناعة يتعامل معاهم ويقوم بوظيفته بدل ما هو موجود بس مشلول كدة؟

- ده مبدأ بيفكروا فيه من 100سنة تقريبًا، والنهاردة 1 أكتوبر 2018 ومع الإعلان عن جائزة نوبل في الطب واللى راحت مُناصفًة للعالم الأمريكي James P Allison والعالم الياباني Tasuku Honjo، واللي شغالين على أمراض المناعة..

تم تحقيق المبدأ ده بعمل مركبات جديدة تقدر فعلا توقف الفرملة دي وتوقف شغل مركبات زي CTLA4 و PD-1 اللى بتقوم بتثبيط جهاز المناعة (التفاصيل في الصور) ، فبالتالي الخلايا السرطانية ممكن تكبر، بس برضه في جهاز مناعة بيقاوم وهيقتلها في النهاية، هيفضل عارف إنها غريبة عن الجسم بدل ما هي بتتكاثر وبتكون مركبات تشل حركته فيكون زي الجندي العاجز اللى من غير أسلحة خالص..

الأدوية اللي هتشتغل بالطريقة دي هيكون ليها أعراض جانبية طبعًا، لم يتم الإعلان عنها في الوقت الحالي، بس الأدوية دي برضه هتكون فعّالة قدام أنواع كتير أوي من السرطانات اللى مكنش ليها علاج قبل كدة خاصة في مراحلها الأخيرة..

.............................................

الجدير بالذكر إن عدد الأطباء اللى حصلوا على جوائز نوبل لحد 2017 كانوا 108 طبيب، منهم 12 طبيبة فقط لا غير، وإن أكتر واحد اترشح لجائزة نوبل هو عالم النفس "سيجمويد فرويد" واللي اترشحلها 32 مرة، ومخدش الجائزة ولا مرة في ال 32!

وبعد 4 سنين مرّوا على جهاز الكفتة، لازال تجاهُل اللواء "عبد العاطي" قائمًا في جوائز نوبل، فهل يكون سيجمويد فرويد القادم؟

العلم بيتطور يوم عن يوم، الحاجة الوحيدة الثابتة إن الاجتهاد لو مكنش مُحاط بدعم اللى حواليك، وإيمانهم بفكرتك مش هتعرف تأدي، و إن زي ما بتصرف على التعليم وإنك تبني عقول بتفكر، زي ما هتلاقي نتيجة ده قدامك..

#NobelPrize