إذا لم تعرف إلى أين تذهب، فكل الطرق تؤدي إلى هناك

واخد عربيتك وماشي بسرعة جدا، وطالع على الغردقة تصيف! اللى ميعرفش إن في الطريق فيه اتجاهين، واحد منهم يوديك الغردقة والتاني خط الصعيد.. من سرعتك مخدتش بالك من اليافطة بتاعة الاتجاهات، فوصلت أخيرا والحمد لله، بس لقيت نفسك قدام يافطة كبيرة جداا: مرحبًا بكم في "أسوان"! مفاجأة مش كدة؟ ايه اللي جاب القلعة جنب البحر؟

أوقات كتير جدااا بنفتكر أنه عشان بنبذل مجهود كبير في شغلنا أو في دراستنا، وبنكفر حرفيًا في ده، فاحنا كدة في الطريق الصح، يعني مثلا أنا بصحى الساعة 6 الصبح عشان الشغل او عشان درس أو عشان الحق محاضرة مش هستفاد منها حاجة أصلا.. وبقول لنفسي دايمًا أنه الطريق ده صح، اومال بتعب ليه، وساعتها متعرفش أنت بتبرر التعب بأن ده طريق صح ولا إيه..

في ناس كتير في شغلهم أو كلياتهم تلاقيهم دايما يجيبوا امتياز مثلا، بينجحوا، مجربوش السقوط مثلا، بس عارفين؟ دول بالظبط عاملين زي اللى سايق عربيته بسرعة جدا، لدرجة أنه مشافش اليافطة بتاعة التحويل اللى تقوله خللي بالك! يمكن لو كان أهدأ شوية، يمكن لو وقع مرة كان أعاد حساباته، كان حس أنه ماشي غلط، لكن كونه بينجح ده مخليه مقتنع أنه ماشي صح، ومقدرش ياخد باله..

فكام واحد بقة مكمل في شغل ودراسة وفي علاقات عاطفية، بسبب بس أنه مش قادر يسيب، أنه خايف يدور على حاجة جديدة، أنه شايف أنه بيتعب فأكيد ده طريق صح يعني..

في فرق بين ال Efficacy وإني أعمل الحاجة، وال Efficiency وإني أعمل الحاجة دي بشكل كويس.. فمش مهم أنك بتنجح، عادي ممكن دفعة كاملة تنجح، المهم أنت بتنجح وأنت مبسوط؟ وأنت بتبدع؟ فمش مهم الطريق اللى واخده، بس هل أنت مبسوط في الطريق ده؟

على فكرة It's never too late على أنك تبدأ حاجة جديدة، شغل جديد، مجال دراسة جديد، لأن اللى جاي في عمرك قد يكون أكبر بكتير من اللي راح، فأصعب شئ في الدنيا إنك تكون بتعمل الحاجة لمجرد أن ده روتين عليك، مضطر تنزل شغلك أو كليتك.. لكن لو بتحب فعلا ده، ومبسوط بيه، عمرك ما هتزهق أو هتحس بتقل عليك في كل مرة بتصحى..

- في أحد مشاهد فيلم "أليس في بلاد العجائب" واللي وقتها كانت بتسأل السنجاب ده سؤال بعد توهان كبير، أمشي ازاى؟، فقالها بكل بساطة، انتي عاوزة تروحي فين؟، فقالت: مش عارفة! فقالها خلاص امشي في أي إتجاه، هو هيفرق يعني؟ وإنه إشطة يعني إذا لم تكن تعلم أين تذهب، فكل الطرق تؤدي إلى هناك، ما إذا كنت أنت مش عارف انت عاوز تروح فين، هتتعب نفسك ليه؟ فاقعد مع نفسك كدة، واسأل: - أنا بعمل إيه؟ - بعمله ليه؟ - مبسوط بيه؟ - أثر ده عليا كمان 10 أسابيع، 10 شهور، 10 سنين، هيكون عامل إزاى؟ ولو في حاجة ضاغطة عليك، فكر ازاى تتخلص منها، اتعلم تقول "لأ"، ورتب أولوياتك من جديد، وحاول تقلل من كم الطوارئ اللى في حياتك وبدلها في حياتك بخطة واضحة، واعرف أن لو نفسك مش أولوية عندك يبقى أنت "مجنون"، عشان لو احنا بنغرق انت مستحيل هتدور أنك تنقذ حد قبل نفسك، فابدأ كدة ومتكسلش ومتبقاش مريض حسابات وسيبها على ربنا عشان زي ما بيقولوا: "قد مر خمس سنوات على ما كسلت أن تبدأه من خمس سنوات؛ لأنه قد يأخذ خمس سنوات!" استعن بالله ولا تعجز..